نسيب حطيط
لم يكن حسن وحسين يحملان سلاحا...ولا يلبسوا ثيابا عسكرية..ولم يتجاوزا الحدود..ولم يهددا بإجتياح الجليل..!
دمرت اسرائيل منشرة الأخوين... فحاولا إعادة تشغيلها من جديد... للمساهمة بإعادة الإعمار... لكن اسرائيل تمنع الإعمار ... وتعامل مع كل من يساهم بالإعمار انه إرهابي مسلح!
اسرائيل تفرض ان المسامير في منشرة الأخوين... صواريخ صغيرة... مخالف القرار1701 واتفاق تشرين..
وان صمغ الأخشاب سلاح سري يسمى دبق المسيرات.. لإصطيادها...
بشكل ناعم... وهذا مخالف للقرار1701 واتفاق تشرين..
حسن وحسين.. رمز القرابين الشهداء الذين يقدمهم أهل المقاومة... للبقاء... والكرامة..!
كانت أم حسن وحسين ... تنظر لولديها وتدعو لهما بالتوفيق...
فجأة ... سمعت طنين مسيرة... جاء الوحش الاسرائيلي... ثمة صوت انفجار...
ركضت نحو ولديها وهي تصرخ..
ولادي... ولادي... ولادي...
الشباب يحملون ماتبقى من الجثامين...
صرحت قيادة جيش العدو ان الطائرات قصفت بنى تحتية للحزب في لبنان، قصفت منشرة للأخشاب
تصنع الأبواب لمنع اللصوص والأعداء والكلاب، منشرة تصنع الشبابيك لمنع البرغش والأعداء واللصوص ومنشرة يمكن ان تصنع توابيت الشهداء لجمع الأشلاء وزرعها في مقابر القرى المدمرة لتعود لها الحياة بعدما اغتالها الأعداء وغدر الخصوم.
عندما يغتال العدو شهيدا فانه يغتال أمه وأبوه وزوجته وايتامه واخوته واخواته،
عندما يغتال العدو شهيداً يحفر قبر يأوي اليه الشهيد في باطن الارض ويسكن فوقه أهالي الشهداء، تتزايد القبور في قرانا وتتناقص البيوت... ما عدا القصور .
لازالت أم حسن وحسين تصرخ بإسم الأمهات الصابرات في الجنوب والضاحية والبقاع.. أولادي... أولادي فهن يودعن أولادهن ولا يعرفن اذا كانوا سيعودون، في حرب لا تنتهي، وحزن لا ينتهي، وصبر وتسليم لله لا ينتهي.
سلاما... لأم حسن وحسين وأم محمد وأم علي وأم جواد وأم مهدي وأمهات كل الأسماء..
🖌️ د. نسيب حطيط